1 فبراير الذكرى الاولى لكارثة الرياضة

عام مضى على مجزرة بورسعيد التي أسفرت عن مقتل 72 من مشجعي النادي الأهلي، وحُكم بالإعدام على 21 من أنصار النادي المصري، وموت العشرات من الجانبين قهراً وغدراً بعد الواقعة والحكم.

عام مر على مجزرة هي الأبشع في تاريخ كرة القدم، وترك لنا عِدة تساؤلات تنتظر الإجابة، كيف رأى خبراء النقد الرياضي المصري هذا العام، ماذا كنا ننتظر بعد عام، وماذا تحقق؟.. منتدى النهار مصرى يستعرض آراء خبراء النقد الرياضي في التقرير التالي.

رضوان الزياتي: يجب إضفاء شرعية للأولترا

يرى الناقد الرياضي رضوان الزياتي مقرر رابطة النقاد الرياضيين أن صدور حكم قضائي قبل نهاية عام من المجزرة له رد فعل إيجابي على الحياة الرياضية في مصر، مشيراً إلى ضرورة أن تعي كل المنظومة الرياضية ما حدث، وأن تقوم بالاجراءات التي تمنع تكرار هذا الأمر.

وأشار الزياتي إلى أنه كان لا بد من البحث عن وسيلة لإضفاء الشرعية على روابط المشجعين والأولترا من خلال إشهارها بوزارتي الرياضة والداخلية، مشدداً على ضرورة تبني الجهات المسئولة لخطوات عملية لتوعية الجماهير وترشيد سلوكهم.

وختم الزياتي رؤيته للمجزرة مطالبا بتغيير الخطاب الإعلامي الرياضي من خلال معالجة أخطاءه بحيث لا يكون سببا في زيادة التعصب، فضلا عن إقامة الندوات والمنتديات لتوعية الجماهير بخطورة التعصب.

أنور عبد ربه: التباطؤ وراء تعميق الأزمة

الكاتب الصحفي أنور عبد ربه يرى أن الأزمة تعمقت بين جماهير الأهلي والمصري بعد مرور عام من المجزرة بسبب تباطؤ اتحاد الكرة الذي لو كان قد قام بمسئولياته مبكرا ومنذ اللحظة الأولى باتخاذ قرارات صارمة لجنب الجميع ما يحدث الآن، باعتبار أن الموقف في بورسعيد كان يحمل حينها تعاطفا مع الشهداء الأمر الذي كان يمكن معه تقبل فكرة العقوبات، بينما التباطؤ والذهاب للمحاكم الرياضية وتبادل الإهانات بين الجماهير تسبب في تعميق المشكلة لتصبح شبه مزمنة.

وواصل عبد ربه رصد رؤيته لما يحدث، بأن ثورة بورسعيد باتت وكأنها للدفاع عن شرف مدينة كاملة تتنصل من اتهامات بالبلطجة والقتل، مشيراً إلى أن حكم المحكمة الأخير أشفى غليل جمهور الأهلي باعتباره قصاصا عادلا إلا أن ردود أفعاله كانت كارثية على شعب بورسعيد الذي يعتقد أن الحكم سياسي لمعاقبة مدينة بأكملها.

وختم "كان من الصعب الحديث عن قانوني الرياضة وشغب الملاعب في ظل انتظار الحكم، وسيبقى الوضع على ما هو عليه حتى 9 مارس المقبل حيث سيتم النطق بالحكم النهائي الذي لن يرضي الطرفين، الأمور ستزداد صعوبة وردود الأفعال لا يمكن توقعها".

خالد توحيد: القادم أسوأ

الإعلامي والناقد الرياضي خالد توحيد رصد ما يحدث قائلاً "رب ضارة نافعة.. هذا هو أفضل وصف لكارثة ستاد بورسعيد ، فقد كان من الواجب أن تدواي الكارثة جراح الألم والحزن على من فقدوا حياتهم بسبب مباراة فى كرة القدم، وكان من المفترض أن تصبح هذه الكارثة مدخلا لتصحيح وتصويب حياتنا الرياضية والكروية على كل المستويات.. في اللوائح والقوانين والملاعب والإدارة والتحكيم والخطط العامة والتشجيع والإعلام وفنيات اللعبة والأمن الرياضى وثقافة عناصر المنظومة كلها، بما فيها ثقافة ومعارف الجماهير نفسها".

وتابع توحيد "لكن لم يحدث أي شىء من هذا، لأن لا أحد يملك الحماس للتغيير، وربما أن هناك من يفتقد المعرفة بماهية التغيير نفسها، وربما هناك كذلك من يهمه ألا يحدث أى تغيير لأن للتغيير ضحايا، وهم يعلمون أنهم قد لا يكون لهم دور أو وجود في منظومة صحيحة ومنضبطة وفاعلة، تتسم آلياتها بالاحترافية العالية، والشفافية المطلقة، والتنظيم المحكم، فبقى الحال على ماهو عليه، والقادم اسوأ بكل أسف!!".

جمال الزهيري: الغموض والسكون يسيطران

الناقد الرياضي جمال الزهيري أكد في رؤيته للمجزرة عدم حدوث أي شيء لمنع تكرار هذه الحادثة، مشيراً إلى أنها تمت في ظروف غامضة، وكان يجب بمجرد حدوثها اتخاذ إجراءات عملية لمنع تكرار الأمر.

وتابع الزهيري وضع تصوراته لما بعد مجزرة بورسعيد، متوقعا تكرار الأمر باعتبار أن المناخ المحيط بالرياضة لم يطرأ عليه أي تغيير، متسائلا عن مصير قانون الرياضة الذي لا يزال ينتظر البرلمان المقبل، ومشددا على أنه لم يتم البحث عن الأسباب الكاملة لحدوث المجزرة معتبرا وجود أطراف ما زالت خفية، وهو الأمر الذي يعتبره مرتبطا بما يحدث في المجتمع ككل.

عصام عبد المنعم: الجميع لم يكن على مستوى الحدث

الناقد الرياضي عصام عبد المنعم يشير إلى الأخطاء التي وقع فيها الجميع بعد المجزرة، خاصة عدم معالجة الأزمة في التوقيت المناسب، مشيراً إلى أنه لو كان قد تم توقيع عقوبات رياضية حينها لانتهى الموقف.

وتابع عبد المنعم "كان لا بد من وضع خطوط فاصلة بين واقعة حدثت في ملعب لكرة القدم وعداء لجماهير مدينة بأكملها شعرت بالاضطهاد، تأخر العلاج وعدم تدخل كبار مسئولي الدولة ترك الأزمة بين الأولترا من الناديين لتتفاقم الأمور ويحدث ما نراه الآن".

وختم عصام عبد المنعم "كان الأهم عقد لقاءات وندوات، لم يكن أحدا على مستوى الحدث، لا إدارت الأهلي والمصري، ولا اتحاد الكرة أو وزارة الرياضة، كان هناك سوء تعامل من البداية".